×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة: 79]، فعلى المسلم أن يحفظ لسانه قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْه -يعني اللسانِ- وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ -يعني فرجه-، أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» ([1]). فخطر اللسان عظيمٌ، واللسان سلاحٌ ذو حدين قد يقتل صاحبه يقول الشاعر:

يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل

          فعثرته بالقول مذهب رأسه *** وعثرته بالرجل تبرا على مهل

ويقول الآخر:

احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه الشجعان

رأى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المنام الطويل ثورًا يخرج من صدع ثم يريد أن يعود فيه فلا يستطيع، فقال: «مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ السيئة، ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يتراجع عنها فَلاَ يَسْتَطِيعُ» ([2]). فالإنسان ما دام ساكتًا فإنه يسيطر على لسانه أما إذا تكلم فإن لسانه يسيطر عليه، فاتقوا الله عباد الله، واحفظوا ألسنتكم، قال معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أو نحن مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله، قال «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» ([3])، والله سبحانه وتعالى أمركم بحفظ ألسنتكم وبيَّن لكم مخاطر الكلام، ومخاطر اللسان من


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6109).

([2])  أخرجه:البزار رقم (9518).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).