أجل أن تتوقعوا في الكلام، ومن أعظم مخاطر اللسان الغيبة، وهي كما بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قالوا يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ» ([1]) يعني (كذبت عليه بالبهتان). فالواجب على المسلم أن يحفظ لسانه من الوقوع في أعراض الناس، ومن آفات اللسان النميمة، وهي الوشاية بين الناس بنقل الحديث فيما بينهم من أجل إفساد بعضهم على بعض. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١١ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ١٢﴾ [القلم: 10- 12]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([2]). وقال العلماء: يفسد النمام في ساعةٍ ما يفسده الساحر في سنةٍ. فالنميمة أشد تأثيرًا من السحر، وقد تحدث الحروب بين الناس، وقد تحدث البغضاء والشحناء بين الناس، وقد تفرِّق بين الأب وابنه والأخ وأخيه والقريب وقريبه، والزوج وزوجته. فالنميمة خطرها عظيمٌ وشرها جسيمٌ في حين أن بعض الناس ليس لهم همٌّ إلا الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض المسلمين لا سيما إذا كانت الغيبة في حق أهل السلم وولاة الأمور فإن خطرها أشد. فإن رجالاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تكلموا في العلماء كلامًا يرونه مزحًا قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا وأكذب ألسنًا وأجبن عند اللقاء، فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦﴾ [التوبة: 65، 66]، فعلى المسلم أن يخاف الله سبحانه وتعالى، ومن آفات اللسان شهادة الزور وقول الزور، قال صلى الله عليه وسلم:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2589).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد