«لَنْ تَزُولَ قَدَمَا شَاهِدِ الزُّورِ حَتَّى يُوجِبَ اللهُ لَهُ النَّارَ» ([1]) وذكر الكبائر وكان متكئًا فجلس وقال: «أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلاَ وَشَهَادَةُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ» ([2]). إشفاقًا عليه صلى الله عليه وسلم مما أصابه من شدة التأثر مما يدل على خطر قول الزور وشهادة الزور، والزور هو الكذب، ومأخوذٌ من التزوير وهو تحسين ظاهر الشيء وباطنه خرابٌ فهذا هو الزور والله جل وعلا يقول: ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ﴾ [الحج: 30]، وكذلك من آفات اللسان الأيمان الفاجرة واليمين الفاجرة وهي التي يحلفها الإنسان ليكسب القضية في الخصومة أو ليروِّج سلعةً بالبيع أو الشراء قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضَاعَته، لاَ يَشْتَرِي إِلاَّ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَبِيعُ إِلاَّ بِيَمِينِهِ» ([3]). وأما اليمين الفاجرة في الخصومات فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا كاذِب لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»، قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاك» ([4]). كل هذه أخطارٌ وآفاتٌ لهذا اللسان الذي بين فكيك هذا اللسان الذي في فمك إذا لم تحفظه وتتحفظ عليه فإنه يهلكك قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([5])، فتحفظوا يرحمكم الله من ألسنتكم، لا سيما في أيام الفتن وأيام الأحداث، احفظوا ألسنتكم من الكلام في أعراض الناس إلا ما كان من نصيحةٍ توصلها إلى من يحتاجها أو كان من دعاءٍ تدعو به لإخوانك المسلمين، وتدعو به لولاة الأمور
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2373).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد