بأن يهديهم الله، ويحفظ بهم دينه وأما الكلام في المجالس في هذه الأحداث
فإن الواجب كفُّ اللسان عنها ولا سيما ترويج الشائعات التي تؤثر على اجتماع
المسلمين قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا
تَعۡلَمُونَ﴾ [النور: 19] قال سبحانه وتعالى في قومٍ تلقوا الإفك الذي تكلم به
المنافقون فجعلوا يروجونه ويتكلمون به قال الله تعالى: ﴿إِذۡ
تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم
بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ﴾ [النور: 15]. ومن آفات
اللسان السب والشتم واللعن، فإن الذي يسب الناس، ويلعن الناس ويشتمهم يرجع وبال
كلامه عليه، وإذا قال لأخيه يا كافر يا خبيث يا فاجر، ولم يكن من قبل فيه كذلك فإن
هذه الألفاظ يرجع شرها على قائلها، وإثمها على قائلها، فالكلام لا يذهب سدى بل هو
وبالٌ على صاحبه يتكلم به ويظن أنه طار مع الهواء، وطار مع الريح، ولكنه مدوَّنٌ
في سجل أعماله، يجده يوم القيامة في حين لا يستطيع الخلاص منه، فاتقوا الله عباد
الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ
وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا ٥٧ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ
بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ٥٨﴾ [الأحزاب: 57، 58].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 6 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد