فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله في أولادكم ليكونوا امتدادًا
لحياتكم بعد موتكم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ
انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ
يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، ولا يكون الولد صالحًا إلا إذا بُيِّنَت له أسباب الصلاح ورُبِّي تربيةً
حسنةً؛ لأن الأشياء مربوطةٌ بأسبابها، فلا ينفع الولد والده بعد موته إلا إذا كان
صالحًا أما إذا كان غير صالحٍ فإنه يضر والده، فاتقوا الله عباد الله واهتموا
بأولادكم اهتمامًا بالغًا فإنهم مسئولية حملكم الله إياها وسيسألكم عنها، كان
الأنبياء يدعون لأولادهم بالصلاح، فإبراهيم عليه السلام يقول: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ
وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾ [إبراهيم: 40] فالوالد يدعو لأولاده بالصلاح ولا يكتفي بالدعاء بل لا بد
من العمل وبذل الأسباب ولكن الدعاء سببٌ من الأسباب، أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم: ﴿وَٱلَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ
أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
الصفحة 5 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد