فلا يجوز له أن يترك المبيت بمزدلفة ليلة
العاشر، والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق؛ لأنهما واجبان من واجبات الحج والله جل
وعلا يقول:﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196] فالذي يترخص ويترك المبيت بمنى
ومزدلفة من غير عذرٍ هذا لم يتم الحج لله عز وجل بل ترك ذلك وهو قادرٌ عليه، بعض
الناس أخذتهم الرفاهية فصاروا يستأجرون الشقق المكيفة في مكة أو في العزيزية
ويجلسون فيها من غير حاجةٍ إلا للرفاهية فقط؛ لأنهم لا يصبرون على الحرِّ والزحمة،
والحج ليس نزهة، الحج عبادةٌ وجهادٌ وهو نوعٌ من الجهاد في سبيل الله، فيه مشقةٌ
وفيه تعبٌ فالذي ليس عنده استعدادٌ في أن يؤدي الحج على الوجه المطلوب فإنه يجلس
في بيته ولا يحج حجًّا مشلولاً حجًّا ناقصًا يترخص فيه ويترك بعض مناسكه من غير
عذرٍ شرعي وإنما لأجل الرفاهية وعدم الصبر على المشقة والحرِّ وغير ذلك من مشاق
الحج، ثم إن الحج في هذه السنين كما تعلمون ما فيه من الزحمة الشديدة والأخطار
العظيمة فالذي ليس عنده قوة وهو قد حجَّ مرةً أو مراتٍ فكونه يبقى في بيته وفي بلده
ربما يكون أفضل له من الحج؛ لأنه لا يؤدي الحج على الوجه المطلوب، لا بد أن يترخص
ولابد أن يترك أشياءً من أعمال الحج بسبب الزحام الشديد والضيق فكونه يصرف نفقة
الحج في عبادةٍ أخرى كإطعام المساكين والفقراء أحسن من الحج الذي لا يتمكن من
إكماله وإتمامه على الوجه المطلوب، فاتقوا الله عباد الله في أمور دينكم عامةً وفي
الحج خاصةً، فإن الحج ركنٌ من أركان الإسلام وعبادةٌ عظيمةٌ وجهادٌ في سبيل الله
عز وجل فلا يتساهل الإنسان في أداء مناسكه ويترخص من غير حاجةٍ بل ليرفه نفسه، لا
يعمل هذا، إما أن يحج حجًّا على الوجه المشروع وإما
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد