الصوت به في هذه العشر في البيوت والأسواق ومحل العمل إظهارًا لذكر الله
وتنبيهًا للناس ليكبِّروا. ومما يشرع في هذه العشر المباركة صيامها؛ لأن ذلك من
العمل الصالح الذي حثَّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه العشر وروت حفصة
رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَدَعُ
أَرْبَعًا: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ
شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ» ([1])، وفي لفظٍ: «كَانَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ» ([2]) قال الشوكاني: وقد تقدَّمت أحاديثٌ تدل على فضيلة العمل في عشر ذي الحجة
على العموم، والصوم مندرجٌ تحتها. وأما ما أخرجه مسلمٌ عن عائشة أنها قالت: «مَا
رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ» ([3]). وفي روايةٍ: «لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ قَطُّ» ([4]) فقال العلماء: المراد أنه لم يصمها لعارض مرضٍ أو سفرٍ أو غيرهما. أو أن
عدم رؤيتها له صائمًا لا يستلزم العدم على أنه قد ثبت من قوله ما يدل على مشروعية
صومها كما في حديث الباب -يعني حديث حفصة فلا يقدح في ذلك عدم الفعل -انتهى كلام
الشوكاني رحمه الله.
وفي عشر ذي الحجة يوم عرفة الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: «صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ يكفِّر سَنَتَيْنِ: مَاضِيَةٍ وَمُسْتَقْبَلَةٍ» ([5]).
([1]) أخرجه: أحمد رقم (26459)، وأبو يعلى رقم (7041)، والطبراني في « الكبير » رقم (354).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد