مركوبًا يحمله إلى الحج ملكًا له أو بالأجرة من دابةٍ أو سيارةٍ أو باخرةٍ، وتكون هذه النفقة فاضلةٌ عن كفايته وكفاية من تلزمه نفقتهم بأن يكون عندهم ما يكفيهم مدة غيابه عنهم إلى رجوعه إليهم، وتكون هذه النفقة فاضلةً عن سداد ما عليه من الديون فإنه حينئذٍ يكون مستطيعًا السبيل إلى الحج فتجب عليه المبادرة بأدائه لحثه صلى الله عليه وسلم على المبادرة بأداء فريضة الحج؛ لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له من العوارض. وعلى من يريد الحج أن يختار لنفقته الحلال الطيب من المكاسب؛ لأن الله سبحانه طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا. ولا تكون نفقته من مالٍ حرامٍ؛ لأن آكل الحرام لا يستجاب له دعاءٌ كما صحَّ في الحديث: «في الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم لسعدٍ رضي الله عنه: «أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ» ([2]). وعلى من يريد الحج أن يتوب إلى الله من الذنوب السابقة ولا يقع في ذنوبٍ في سفره إلى الحج أو في أثناء الحج قال الله تعالى﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 197]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([3]). وقد يكون بعض الناس متلبسًا بشركٍ أو تاركًا للصلاة أو غير ذلك من نواقض الإسلام كالسحر والكهانة، فهذا لا يُقبَل منه حجٌّ ولا يصح منه عملٌ حتى يتوب إلى الله ويدخل في
([1]) أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (6495).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد