الإسلام من جديد. قال الله تعالى:﴿لَّقَدۡ﴾، وقال: «بَيْنَ
الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1]) وبعض الناس يحج وهو يستغيث بالأموات ويذبح وينذر للصور وهذه أعمالٌ شركيةٌ
لا يصح معها حجٌّ ولا غيره. وبعض الناس يحج وهو تاركٌ للصلاة وهذا لا يصح له حجٌّ
ولا غيره؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام ومن تركها فقد كفر كما في الحديث الصحيح.
فعلى من يريد الحج أن يصحح عقيدته أولاً ويتوب إلى الله مما هو عليه من نواقض
الإسلام لئلا يكون حجه وجميع أعماله تعبًا بلا فائدةٍ كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا
عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23]، وقال تعالى﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ
عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا
وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 217].
وعلى من يريد الحج أن يختار الرفقة الطيبة ويصحبهم في الحج ليعينوه على طاعة الله ويبصروه في أداء مناسكه. والناس اليوم في الغالب يحجون مع حملاتٍ فعليه أن يختار الحملة الطيبة التي تمكنه من أداء مناسك الحج على الوجه الصحيح التام؛ لأن بعض أصحاب الحملات يتلاعبون بالحجاج ولا يمكنونهم من أداء المناسك على الوجه المشروع حتى يتوفر لهم المال فعلى من يريد الحج أن يحذر من صحبة هذه الحملات. وعلى أصحاب الحملات أن يتقوا الله فيمن معهم ولا يربكوهم في أداء مناسكهم أو يعجلوهم قبل استكمال مناسك الحج، وعلى الحجاج ألا يطيعوا أصحاب الحملات الذين يتلاعبون بالمناسك وإذا أصروا على التلاعب؛ فعلى الحجاج أن يشتكوهم إلى
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1298).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد