ومن رحمة الله بعباده أن جعل حج الفريضة مرةً واحدةً في العمر وعلى
المستطيع. ولما سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحج أهو كل عامٍ. قال
صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ،
الْحَجّ مَرَّةً وَاحِدَةً وما زَادَ فَهُوَ تَطَوُّع» ([1]) فهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم؛ لأنه سبحانه يعلم ما كان وما سيكون
فلذلك خفَّف عن عباده. فله الحمد والمنة لا نحصي ثناءً عليه ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي
ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78] أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2154)، وابن خزيمة رقم (2095).
الصفحة 4 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد