بمكة فلا بد أن يخرج من مكة ويحرم بها من الحل؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرادت عائشة أن تعتمر وهي في مكة أخرجها النبي
صلى الله عليه وسلم مع أخيها لتحرم من التنعيم.
أيها المسلمون: إن الحج والعمرة عبادتان
عظيمتان يكفِّر الله بهما الذنوب قال صلى الله عليه وسلم: «الْعُمْرَةُ إِلَى
الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ
جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([1]). وقال: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ» ([2]). والحج قد جعله الله في وقتٍ معينٍ من السنة قال تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ
أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾وهي شوالٌ وذو القعدة وعشر أيامٍ من ذي الحجة فمن أحرم بالحج في هذه الأشهر
صحَّ إحرامه وانعقد، ومن أحرم به في غيرها لم يصح إحرامه ولم ينعقد. وأما العمرة
فليس لها وقتٌ محددٌ.
وقد حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم حجةً واحدةً ولم يحج غيرها بعد البعثة، وهي حجة الوداع واعتمر صلى الله عليه وسلم أربع عمرٍ، هي: عمرة الحديبية عمرة القضاء وعمرة الجعرانة والعمرة التي قرنها مع حجه. وفي هذه الأوقات التي يكثر فيها الزحام والخطر ولا يتمكن المسلم من أداء الحج والعمرة على الوجه المطلوب بل يستعمل الرخص التي تنقص من ثواب حجه وعمرته فإنه ينبغي لمن حجَّ حجة الإسلام وحجَّ بعدها نافلةً أن يكتفي بذلك ويتجه إلى غير الحج من أعمال البر، وهي كثيرةٌ ويترك الفرصة لمن لم يحج. ولو أن الناس عملوا بهذا لم يحصل زحامٌ ومضايقاتٌ.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (810)، والنسائي رقم (2630)، وابن ماجه رقم (2887).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد