جاءوا له بمرضعةٍ أبى أن يرضع منها ﴿وَحَرَّمۡنَا
عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ﴾ [القصص: 12]. فجاءت أخته، أخت موسى؛ لأن أم موسى حزنت عليه فأرسلت أخته
تبحث عنه فوجدتهم يحملونه ويلتمسون به من يرضعه فعرفته ﴿فَقَالَتۡ
هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ
نَٰصِحُونَ﴾ [القصص: 12] ففرحوا بذلك وأرسلوا معها القوابل تحمله إلى أم موسى فآجروها
على أن ترضعه لهم فرده الله إلى أمه لتقر عينها ولا تحزن فصارت ترضعه وتأخذ
الأجرة. فلما كبر موسى عليه السلام تربَّى في قصر فرعون وصار يأكل من مأكله ويلبس
من ملابسه ويركب من مراكبه معززًا مكرمًا إلى أن حدثت قصةٌ وهي أن موسى عليه
السلام جاء يمشي فوجد رجلين يقتتلان أي يتضاربان واحدًا من بني إسرائيل من قبيلة
موسى والآخر من الأقباط من قبيلة فرعون، فاستغاثه الذي من شيعته، الذي هو من بني
إسرائيل استغاث موسى على عدوه، على القبطي فضربه موسى عليه السلام بيده ضربةً
واحدةً فقضى عليه وقتله وعند ذلك ندم وتاب إلى ربه وطلب منه المغفرة فغفر له إلا
أن أهل القتيل صاروا يبحثون عن القاتل فدلوا على موسى عليه السلام أنه هو قاتله
لكن كيف يصلون إليه وهو من حاشية فرعون. جلسوا يتشاورون فسمعهم رجلٌ فذهب إلى موسى
مسرعًا قال له: ﴿يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ
ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [القصص: 20] فخرج من مصر،
خرج من مصر خائفًا يترقب وذهب إلى مدين ولما وصل إليها وجد رجلاً كبيرًا عنده
أغنامٌ كثيرةٌ وليس عنده من يرعاها إلا ابنتان له ضعيفتان فعرض عليه ذلك الشيخ
الكبير أن يرعى غنمه عشر سنين أو ثمان سنين على أن يزوجه إحدى ابنتيه فقبل موسى.
وعقد على بنت الشيخ وصار يرعى الغنم حتى أكمل المدة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد