الخارج
محيطون بالمدينة وأعداءٌ من الداخل وهم اليهود، خانوا العهد وانضموا إلى المشركين
على المسلمين﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ ﴾ [الأحزاب: 10]، والمنافقون أيضًا صاروا يتكلمون
ويقولون انظروا إلى هذا الرجل -يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم - يقول ستملكون
كذا وكذا من الأرض والآن لا أحد منا يستطيع أن يذهب لقضاء حاجته! تكلموا وظهر
النفاق واشتد الكرب ثم إن الله جل وعلا فرَّج عن المسلمين فأرسل ريحًا شديدةً قلعت
خيام المشركين وحصبتهم بالحصباء وجاءت ملائكةٌ من السماء فألقوا الرعب في قلوبهم
فزلزلهم الله سبحانه وتعالى وعادوا خائبين ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ
يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ
قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾
[الأحزاب: 25]، لكن هذا النصر حصل بعدما صبر المسلمون وتوطنوا بالإيمان ولم
يتكلموا إلا بما يرضي الله ورسوله فإن الله جل وعلا تولَّى نصرهم وخذل أعداءهم ﴿وَأَنزَلَ
ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الأحزاب: 26]، وهم اليهود ﴿مِن
صَيَاصِيهِمۡ﴾
[الأحزاب: 26]، من حصونهم التي يتحصنون بها وجعلها بأيدي المسلمين ﴿وَأَنزَلَ
ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦ وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ
وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ
شَيۡءٖ قَدِيرٗا ٢٧﴾
[الأحزاب: 26، 27]، فالله جل وعلا يبتلي المؤمنين فإذا صبروا على ما هم فيه ولم
يستعجلوا أو يتكلموا بكلامٍ سيئٍ، عليهم الصبر والاحتساب وعليهم الهدوء، وعليهم أن
يوطنوا إخوانهم ويبثوا الطمأنينة في قلوبهم، عليهم ألا يرجفوهم في الكلام؛ لأن بعض
الناس يرجف بالكلام ويتحدث عن قوة الكفار ويقول إنهم سيفعلون كذا وكذا فيوقع الرعب
في قلوب ضعاف الإيمان من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد