المسلمين، وأما أهل الإيمان القوي فلا يهمهم ذلك، فعليهم أن يوطنوا المسلمين وأن يبشروهم بالنصر والعاقبة الحميدة إذا صبروا فإن الله جل وعلا يقول: ﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]، ويقول في الآية الأخرى: ﴿وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيًۡٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ﴾ [آل عمران: 120]، وعلى المسلمين أن يجتهدوا في الدعاء فإن الله جل وعلا قريبٌ مجيبٌ، والدعاء في الشدائد والكربات له مكانةٌ عند الله سبحانه وتعالى فعليهم أن يجتهدوا بالدعاء أن ينصر الله الإسلام والمسلمين وأن يحمي حوزة الدين وأن يبطل كيد الكافرين وأن يردهم على أعقابهم خاسرين، كما ردَّ من قبلهم من الكفرة فإن الله قريبٌ مجيبٌ. والدعاء سلاح المؤمن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقي العدو يكثر من الدعاء، ففي غزوة بدرٍ بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدرٍ، بات يدعو ربه ويتضرع إليه كل الليل وأصحابه نائمون من حوله حتى طلع الفجر فأيقظهم لصلاة الفجر، كل الليل وهو يدعو ربه عز وجل ويستنصر به ويتضرع إليه وكان إذا لقي عدوه من المشركين يقول: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، هَازِمَ الأَْحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ» ([1]). فكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء عند لقائه للمشركين؛ لأن الدعاء صلةٌ بين العبد وبين ربه، والله جل وعلا يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2804)، وابن حميد رقم (636)، والطبراني في « الكبير » رقم (11243).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد