×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ [البقرة: 186]، وعلى المسلمين أن يصلحوا أحوالهم، أن يصلحوا داخلهم فإنهم ما أصيبوا إلا بسبب ذنوبهم فإذا تابوا إلى الله تاب الله عليهم ونصرهم وخذل عدوهم، على المسلمين أن يتوبوا فإن عند المسلمين مخالفاتٍ كثيرة، كما ترون الصلاة لا يحضر لها إلا النزر القليل، والكثير لا يحضرون الصلاة ولا يجيبون الآذان وهو يخترق بيوتهم، وهم على فرشهم لا يقومون للصلاة، أليست هذه مخالفةٌ لله عز وجل تستحق العقوبة؟ كثيرٌ من الناس يأكلون الربا، ويأكلون الرشوة، ويكتسبون الأموال المحرمة، التي نهاهم الله عنها، وغير ذلك من الذنوب والمعاصي، كبائر وموبقات مهلكاتٌ والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ [الرعد: 11]، فإذا كنتم تريدون النصر من الله وزوال هذه الشدة فعليكم بالتوبة والرجوع إلى أنفسكم بالإصلاح والاستقامة، عليكم بكثرة الاستغفار، عليكم بإصلاح بيوتكم وإصلاح معاملاتكم، عليكم بالمحافظة على الصلوات، عليكم بالإكثار من العبادة فإن ذلك مما يدفع الله به البلاء عنكم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ [النساء: 89]، وقال سبحانه وتعالى ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ  [البقرة: 217].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

***


الشرح