×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 لم يظفر بما أراد ولم يتمكن من دخول مكة إلا بجوار المطعم بن عُديّ الذي حمل سيفه وحمل أولاده السيوف فأحاطوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ودخلوا به مكة وطاف بالبيت وهم يحرسونه فبقي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال في مكة فكان يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج يأتي إليهم في منازلهم في منى ويعرض عليهم الإسلام ويقرأ عليهم القرآن ويطلب منهم أن يحموه ليبلغ رسالة ربه فقدَّر الله جل وعلا أن لقي جماعةً من الأوس والخزرج من أهل المدينة وكانوا على الشرك ولكن كان اليهود يجاورونهم في المدينة وإذا حصل بينهم وبين اليهود مشادة فإن اليهود يتوعدونهم ويقولون سيُبعَث نبيٌّ في آخر الزمان وسنقاتلكم معه. قال تعالى:﴿وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ [هؤلاء اليهود]،﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ[البقرة: 89] فكان الأوس والخزرج في ذلك الوقت لا يُسَّمون بالأنصار وإنما يسمون الأوس والخزرج فتأثروا بمقالة اليهود وخافوا من هذا الوعيد فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلهم عند جمرة العقبة وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله وطلب منهم النصرة قالوا إن هذا لهو النبي الذي تهددكم به اليهود فلا يسبقوكم إليه فبايعوه على الإسلام ثم رجعوا من الحج إلى قومهم فدعوهم إلى الله فأسلم نفرٌ كثيرٌ وحجوا من العام الذي بعده أكثر مما كانوا من قبل، فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ثم رجعوا ودعوا قومهم فأسلم نفرٌ كثيرٌ من الأوس والخزرج فجاءوا في العام الثالث حاجِّين وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة على النصرة والتأييد والجهاد معه بشرط أن يهاجر إليهم، فإذا هاجر إليهم فسيحمونه مما يحمون منه أنفسهم وأولادهم وأموالهم فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على 


الشرح