مسلمٌ وغيره: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ» ([1]). إذًا فالتقصير إنما هو منا، فالواجب علينا وذنوبنا كثيرةٌ وخطايانا كثيرةٌ، الواجب علينا أن نتوب إلى الله توبةٌ صحيحةً، الاستغفار يأتي بعد الطاعات إذا حصل فيها تقصيرٌ لأن الإنسان عرضةٌ للنقص، فيأتي في إدبار الصلوات الخمس كان صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من الفريضة يستغفر الله ثلاثًا، وهو متوجهٌ إلى القبلة قبل أن ينصرف إلى أصحابه، ويختم به الحج قال تعالى:﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [البقرة: 199]، والاستغفار يختم به قيام الليل قال سبحانه: ﴿ذُوقُواْ فِتۡنَتَكُمۡ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ ١٤ إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١٥ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨﴾ [الذاريات: 14- 18] يعقبون قيام الليل بالاستغفار، والاستغفار يختم به العمر فينبغي لمن كبرت سنه أن يكثر من الاستغفار، فالله جل وعلا أمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في ختام عمره أن يستغفر ربه قال سبحانه: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣﴾ [النصر: 1- 3]، فكان صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة إذا ركع في صلاته يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي، قالت عائشة رضي الله عنها: يتأول القرآن، يعني يفسر القرآن. فواجبٌ علينا جميعًا وذنوبنا كثيرةٌ ومعاصينا لا تعد، لو أنك جلست تعدد معاصيك وسيئاتك ما أظنك ستأتي عليها، ولكن الاستغفار يكفِّر الله به السيئات وإن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد