×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

حقوقهم، ولقد تحدث صلى الله عليه وسلم عن الْمفلس الذي يأتي وقد ظلم هذا، وقد ضرب هذا، وقد أخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته ولم يقض ما عليه من المظالم فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتُطرح عليه فيطرح في النار. فاتقوا الله عباد الله، حاسبوا أنفسكم وأعلموا أن ما أصابكم وما يصيبكم وما يحل بكم إنما هو بسبب ذنوبكم وإلا فالله جل وعلا غفورٌ رحيمٌ لمن تاب وآمن، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ [طه: 82] فالتقصير إنما هو منا نحن، نحن الذين نسيء ولا نتوب أو نسيء ونزكي أنفسنا ولا نستغفر، فما حل بالناس اليوم من تسلُّط الأعداء ومن التخويف والترويع الذي حلَّ بالمسلمين إنما سببه المسلمون أنفسهم فلو أنهم اعتصموا بالله وتابوا إلى الله وحكَّموا شرع الله سبحانه وتعالى فيما بينهم لما تطاول عليهم كافرٌ بل صاروا هم يهددون الكفار كما كان في صدر هذه الأمة لما كانت مستقيمة على طاعة الله وعلى دين الله صار يخافهم أهل الأرض. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ» ([1])، وقال: «وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي» ([2])، فعلينا جميعًا أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى وأن نتوب إلى الله من ذنوبنا، كل إنسانٍ يعرف ما عنده من الذنوب، كل إنسانٍ عنده أولادٌ في بيته أكثرهم أو كلهم لا يصلون وهو ساكتٌ عنهم وهو يؤويهم في بيته وينفق عليهم ولو أن أحدًا تكلم فيهم لجحظت عيناه من الغضب أين التوبة والاستغفار؟ هل قام أهل البيوت على من في بيوتهم هل قام الجيران على جيرانهم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (328)، ومسلم رقم (521).

([2])  أخرجه: البخاري (3/1066).