والأعمال التي يكلونها إليك فتؤديها على الوجه
المطلوب هذا من النصيحة لولاة الأمور؛ لأنهم ائتمنوك على هذا العمل وعلى هذه
الوظيفة وعلى هذا الأمر فالواجب عليك أن تؤديه على الوجه المطلوب. ومن النصيحة
لولاة الأمور، الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة؛ لأن صلاحهم صلاحٌ للمسلمين، فعليك
أن تدعو لهم بالصلاح، قال بعض السلف: إذا رأيت الرجل يدعو لولاة الأمور فاعلم أنه
صاحب سنةٍ، وإذا رأيت الرجل يدعو على ولاة الأمور فاعلم أنه صاحب بدعةٍ. فمن
النصيحة لهم أن تدعو لهم، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو أعلم أن لي دعوة
مستجابة لصرفتها للسلطان؛ لأن السلطان إذا صلح أصلح الله به المسلمين وأصلح الله
به الأمور فيدعى له بالصلاح، أما الذين يدعون على الولاة فهم أصحاب بدعةٍ وهؤلاء
يريدون الشر بالمسلمين ولا يريدون اجتماع المسلمين ولا يريدون صلاح المسلمين، وهذا
خروجٌ؛ لأن الخروج على ولي الأمر يكون بالاعتقاد ويكون بالكلام ويكون بالفعل. وإن
كانوا يزعمون أن هذا من إنكار المنكر، ولكن هذا هو المنكر نفسه، الدعاء على ولاة
الأمور هو المنكر نفسه وإن كانوا يزعمون أنه من إنكار المنكر. فهذا واجبٌ عظيمٌ
يجب على المسلمين أن يعرفوا هذه الأصول وأن يتمشوا عليها ولا يغتروا بكثرة القيل
والقال والثرثرة من بعض الجهال أو بعض المغرضين الذين ليس لهم همٌّ إلا الوقيعة في
أعراض المسلمين عمومًا وأعراض ولاة الأمور خصوصًا فإن هؤلاء مفسدون في الأرض،
هؤلاء نمامون مغتابون يجب الحذر منهم، هؤلاء يبغِّضون الراعي إلى الرعية
ويبَغِّضون الرعية إلى الراعي ويسعون في الأرض فسادًا والله لا يحب
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد