المسلمين وتفسد الأمر ويحصل بسببها من المضار العظيمة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم أن من قواعد الدين ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، وكذلك لا تكن طاعتك لولي الأمر فيما ترضى أو تحب فقط بل تطيعه فيما تحب وفيما تكره، تطيعه في عسرك ويسرك وأثره عليك، في منشطك ومكرهك، تطيعه إن أعطاك وتطيعه إذا لم يعطك، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ﴾ [التوبة: 58]، فرضاهم عن ولي الأمر إنما هو لطمع نفوسهم فإذا أعطوا شيئًا رضوا وإذا لم يعطوا شيئًا سخطوا عليه وتكلموا فيه ونابذوه هذه طريقة أهل النفاق والعياذ بالله، وقال صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ والدِّرْهَمِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ» ([1]). فهذه علامة أهل النفاق أنهم لا يطيعون ولاة الأمور، أما المؤمن فإنه يطيع ولي الأمر سواءٌ أعطاه أو لم يعطه. سواءٌ أرضاه أو لم يرضه، طاعةٌ لله وطاعةٌ لرسوله وجمعًا للكلمة وارتكابًا لأخف الضررين لدفع أعلاهما، فهذا أمرٌ يجب على المسلمين أن يتنبهوا له. وقال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ -ثلاث مراتٍ- » قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([2]). النصيحة لأئمة المسلمين بأن تنصح لهم في جميع الأمور، تنصح لهم في الطاعة فلا تعصيهم فإن معصيتهم خيانةٌ وليست نصيحةٌ، تنصح لهم بالقيام بالأمانات والوظائف
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2730).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد