×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

صغيرةٌ. بايعه على الجهاد والدعوة ثم أتبع القول بالعمل فقام بالجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله، وما هي إلا برهةٌ يسيرةٌ حتى توحدت البلاد كلها تحت إمامٍ واحدٍ وصاروا إخوةً متحابين البادية والحاضرة وزالت الشحناء، وزالت الأحقاد، وأشد من ذلك أنهم كانوا في عبادتهم وعقيدتهم على غير التوحيد، كان يوجد عندهم عبادة لغير الله ويعبدون القبور والأشجار والأحجار والمغارات ويتبركون بها كغيرهم من البلاد الأخرى مما لا يزال إلى الآن في تلك البلاد الأخرى، ولكن الله منَّ على هذه البلاد بمعرفة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص على يد هذين الإمامين العالم والمجاهد، العالم وهو شيخ الإسلام والمجاهد وهو الإمام محمد بن سعودٍ فتكونت على يد هذين الإمامين دولةٌ للتوحيد قامت على توحيد الله وتحكيم شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى استقام لها الأمر، وحتى زالت الغارات والثارات التي كانت بين القرى بعضها مع بعضٍ وبين القبائل بعضها مع بعضٍ فتوحَّدوا تحت راية لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله كما قال تعالى: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢ وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣ [الأنفال: 62، 63] بماذا ألَّف بينهم؟ ألَّف بينهم بعقيدة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، وما زالت هذه البلاد ولله الحمد على هذا المنهج السليم. ونسأل الله عز وجل أن يكتب لها الاستمرار والبقاء على هذا الحق، وفي عهدنا الأخير منَّ الله عليها بالثروة والمال فما بخلت بالمال بل كانت تنفقه في المصالح العامة للمسلمين، كانت تفتح المدارس والمعاهد والكليات 


الشرح