×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

والجامعات للتعليم على منهج الكتاب والسنة كانت تبني المساجد وكانت تصلح الطرق، وكانت تعمر المساكن للمحتاجين، وكانت تمد يد المساعدة للمسلمين في خارج هذه البلاد، فكانت تواسي المنكوبين وتساعد المحتاجين وتبني المراكز الإسلامية وترسل الدعاة وتطبع الكتاب النافعة وتوزعها على المسلمين وأعظمها كتاب الله. ما زالت هذه الدولة ولله الحمد قائمةٌ على هذا المنهج السليم. ولكن ذلك أغاظ الكافرين والمنافقين، أغاظ الكافرين والمنافقين الذين لا يريدون أن تقوم لهذا الدين قائمةٌ في الأرض كما قال تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ [البقرة: 105]، وقال تعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ [البقرة: 120]، فصار أعداء الله من الكفار والمنافقين يكيدون لهذه البلاد بشتَّى الطرق يريدون إسقاط هذه الدولة، ويريدون إزالة هذه النعمة فبثُّوا بما استحدثوه من وسائل الإعلام والفضائيات، وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة يبثون سمومهم ضد هذه البلاد يسبون حكامها، ويسبون علماءها، ويزدرون مجتمعها، ويلقون الشُّبه تلو الشبه في قنواتهم الفضائية وفي وسائلهم الخبيثة، ثم أخيرًا لجأوا إلى طرقٍ أخبث وأشد وهي أنهم يتجرون بشبابٍ من شباب المسلمين فيغيرون أفكارهم ويحرفون معتقداتهم ويبغضون لهم دولتهم ويبغِّضون علماءهم ومجتمعهم فيعودون متنكرين لهذا المجتمع، متنكرين لدولتهم متنكرين لمجتمعهم متنكرين حتى


الشرح