×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 لآبائهم وأمهاتهم، يدربونهم على الأسلحة والمتفجرات ثم يرسلونهم إلينا ليخربوا بلادنا وليزيلوا الأمن الذي نعيش فيه، أرسلوهم إلينا مدمرين ومخربين وهم من أبنائنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ،مَنْ أَطَاعَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا» قيل: صِفْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قال: «قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1]). نعم. ها هم من جلدتنا ومن أبنائنا ويتكلمون بألسنتنا يكفِّروننا ويخرجوننا من الدين ويزعمون أنهم يجاهدون في سبيل الله فيقومون بالتفجيرات والتخريب في بلادهم وبين أهلهم وإخوانهم، يطعنون في صميم الإسلام، وهم يزعمون أنهم مسلمون وأنهم مجاهدون، فتكرر منهم هذا العمل الخبيث وآخره ما حصل منذ أيامٍ قريبةٍ من التفجير الهائل الذي ذهب بسببه أنفسٌ معصومةٌ وأموالٌ محترمةٌ، وروَّعوا المسلمين ودمَّروا وخرَّبوا وأول ذلك أنهم قتلوا أنفسهم بالانتحار والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠ [النساء: 29، 30]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا نَفْسَه فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَإنَّهُ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا» ([2]) وقتلوا أنفسًا مؤمنةً، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5442)، ومسلم رقم (109).