×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا [النساء: 93]. وقتلوا أنفسًا معاهدةً لها ذمة المسلمين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1])أتلفوا أموالاً محترمةً كثيرةً هدموا المباني وأتلفوا الأموال وروعوا الآمنين كل ذلك بتخطيطٍ من الكفار، يذهبون إلى بلادهم باسم مجاهدين في سبيل الله ثم يتولاهم الكفار ويدربونهم ويربونهم على الكفر والإلحاد وعلى بُغْض المسلمين وبلاد المسلمين ويدربونهم على الأسلحة الفتاكة والتفجيرات والتخريبات ثم يعودون إلينا غزوًا، يعودون إلينا جندًا من جند إبليس فيفسدون في بلادنا ويروِّعون المسلمين ويفسدون في الأموال والأنفس. وقد قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ٢٠٤ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ٢٠٦ [البقرة: 204- 206].

ومن العجيب أنهم يدَّعون أن هذا من الجهاد في سبيل الله وإنما هو جهادٌ في سبيل الشيطان قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء: 76]. هل الجهاد في سبيل الله يكون في تقتيل المسلمين؟! وفي تخريب بلاد المسلمين وبترويع الآمنين؟! هل هذا هو الجهاد في سبيل الله؟! إن هذا من قلب الحقائق وتغيير المفاهيم وغسل الأدمغة ولا حول ولا قوة إلا بالله ولكن لا نستغرب من هؤلاء فقد كان سلفهم من الخوارج فعلوا الأفاعيل بالمسلمين، قد حذَّر منهم النبي صلى الله عليه وسلم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2995).