وقال: «سَيَأْتِي قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ إلى صَلاَتِهِمْ،
وَعِبَادَتَكُمْ إِلَى عِبَادَتِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ
السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم في وصفهم: «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِْيمَانِ
وَيَتْرُكُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ» ([2]). وقد قاموا بأفعالٍ شنيعةٍ وقتلوا الخلفاء، قتلوا عثمان رضي الله عنه
وقتلوا عليَّ بن أبي طالب، وحاولوا قتل معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما،
حالوا قتل أكابر الصحابة من المهاجرين والأنصار ونفَّذوا ما استطاعوا تنفيذه
فهؤلاء المعاصرون الذين يعيشون في عصرنا هؤلاء تبعٌ لهم في المذهب الخبيث مذهب
الخوارج، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يزال يخرج منهم من يخرج في
مختلف الأزمان ولكن أخبر صلى الله عليه وسلم أنه كلما ظهر لهم قرنٌ قطع والحمد لله
لم ينالوا خيرًا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شرهم وأن يرد مكرهم وأن يكبت
أعداء الإسلام والمسلمين وأن يهدي ضال المسلمين والحمد لله رب العالمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4771)، ومسلم رقم (1064).
الصفحة 6 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد