×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الحج، فلما بقي عليه القليل من أعماله تلاعب به الشيطان فأخلَّ بها وترك عدة واجباتٍ من واجبات الحج. وهي رمي الجمرات الباقية وترك المبيت بمنى أيام التشريق وطوافه للوداع في غير وقته؛ لأن وقته بعد نهاية أيام الحج وأعماله. فهذا لو لم يحج أصلاً وسلم من التعب وإضاعة المال لكان أحسن. لأن الله تعالى يقول﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ [البقرة: 196]، ومعني إتمام الحج والعمرة إكمال أعمالهما لمن أحرم بهما علي الوجه المشروع وأن يكون القصد خالصًا لوجه الله تعالى.

5- من الحجاج من يفهم خطأ في معنى التعجل الذي قال تعالى فيه﴿فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ [البقرة:203] فيظن أن المراد باليومين يوم العيد ويومٌ بعده، وهو اليوم الحادي عشر فينصرف في اليوم الحادي عشر ويقول أنا متعجلٌ. وهذا خطأ فاحشٌ سببه الجهل؛ لأن المراد يومان بعد يوم العيد، هما الحادي عشر والثاني عشر. من تعجَّل فيهما فنفر بعد أن يرمي الجمار بعد زوال الشمس من اليوم الثاني عشر فلا إثم عليه، ومن تأخر إلى اليوم الثالث عشر فرمى الجمار بعد زوال الشمس فيه، ثم نفر فهذا أفضل وأكمل فاتقوا الله عباد الله وأدُّوا حجكم على وفق ما شرع الله خالصًا لوجهه تفوزوا بثوابه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ [البقرة:203].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

***


الشرح