فيجب على المسلم أن يتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وألا يعمل عملاً
ولا يعبد الله عبادةً إلا إذا كان قد جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم وثبتت عنه
من قوله وفعله أو تقريره، وأما ما أحدثه الناس وزاده الناس فإنه بدعةٌ وضلالةٌ،
وإن كانوا يظنون أنه طاعةٌ وقربٌ وإنه زيادةٌ في الخير، فهو شرٌّ وضلالةٌ وهو في
النار، فهذه الأمور من معنى شهادة أن محمدًا رسول الله فليست مجرد لفظٍ يقال
باللسان.
وأما العمل فيعمل الإنسان ما يشاء أو ما أدرك عليه الناس أو آباءه من غير
دليلٍ، هذا هو الواجب على المسلم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ
ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ
وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ
عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]، و ﴿وَٱتَّبَعُواْ
ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ﴾ [الأعراف: 157]، لا بد من اتباعه صلى الله عليه وسلم ﴿وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ﴾ [الأعراف: 157]، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ
وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 21] فهو القدوة وهو الإمام وهو المطاع،
فاتقوا الله عباد الله، فكِّرُوا في هذا الأمر معنى شهادة أن لا إله إلا الله
ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله، ونفذوا ذلك واعملوا به حتى تكونوا من المفلحين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد