×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 وذلك كما في قوله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الحشر: 7].

وأما تصديقه فيما أخبر؛ النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه رسول الله وأن الله أرسله وأنه يُوحَى إليه من الله عز وجل، وأخبرنا عن أمورٍ ماضيةٍ أطلعه الله عليها وعن أمورٍ مستقبلةٍ من عِلْم الغيب أطلعه الله عليها، فأخبرنا بذلك من أمورٍ مستقبلةٍ في الدنيا وأمورٍ مستقبلةٍ في الآخرة يجب علينا أن نصدقه صلى الله عليه وسلم في ذلك كله، فمن لم يصدقه أو شكَّ في خبره فهو كافرٌ لم يشهد أنه رسول الله؛ لأنه لو كان يشهد أنه رسول الله لصدَّقَه فيما يخبر به.

وكذلك ألا يعبد الله إلا بما شرع فإذا شهدت أنه رسول الله فيجب عليك أن تقتصر في عبادتك على ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم فتجتنب البدع والمحدثات والضلالات والخرافات، فلا تعمل عملاً إلا إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرعه وجاء به قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ» إلى أن قال: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2])، وقال: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (867).