وتوفيرًا للوقت له للسفر، والمريض لا تسقط عنه
الصلاة مهما بلغت حالته ما دام عقله باقيًّا وفكره موجودًا فإنه لا تسقط عنه
الصلاة لكنه يصليها على حسب استطاعته قال صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ قَائِمًا،
فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([1]).
يحافظ المسلم على صلاته في جميع الأحوال ويداوم على صلاته لا يحافظ على
بعضها ويترك البعض الآخر، أو يصلي إذا كان مع المصلين ويترك الصلاة إذا كان مع
المولين والمعرضين، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ
خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢﴾ [المعارج: 19- 22] إلى قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ
صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي
جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ ٣٥﴾ [المعارج: 34، 35]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي
صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون: 1، 2] إلى قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ
هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١﴾ [المؤمنون: 9- 11] فالصلاة هي أول الأمر وآخر الأمر لا يضيعها ويتهاون بها
ويتركها من في قلبه إيمانٌ، من في قلبه دينٌ لا يترك الصلاة أبدًا مهما كانت
حالته، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمرٌ واشتد به كربٌ لجأ إلى الصلاة
والله جل وعلا يقول:﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ
وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦﴾ [البقرة: 45، 46]،﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1066).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد