الطاعات في شهر رمضان وتقل فيه المعاصي؛ لأن
الله أغلق فيه أبواب النيران وفتح فيه أبواب الجنان، ووفَّق عباده المؤمنين
للأعمال الصالحة ووقاهم شرَّ الأعمال السيئة.
ومن فضائل هذا الشهر أنه يصفَّدُ فيه الشيطان الذي كان يغوي بني آدم ويحول
بينهم وبين الطاعات، ويحبب إليهم المعاصي والسيئات حتى يكونوا من جنده وحتى يدخلوا
معه في النار ﴿إِنَّمَا
يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾ [فاطر: 6] ففي هذا الشهر
يصفد بمعنى أنه يغلّ بالأغلال فلا يستطيع أن يتقرَّب من عباد الله المؤمنين،
فيتمكنون في هذا الشهر من عبادة الله من غير منازعٍ؛ لأنهم تخلصوا من أسر عدوهم
الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، فهذا من فضل الله أنه أسر عدوهم بدل أن
كان عدوهم يأسرهم، فالله جل وعلا أسره بالأغلال حتى لا يخلص إلى عباده المؤمنين
المتقين، ولهذا تجدون الطاعات سهلةً على المؤمنين في شهر رمضان، وتجدون السيئات
بغيضةً إلى المؤمنين في شهر رمضان؛ لأن الله سبحانه وتعالى غلَّ عنهم عدوهم الذي
كان يثبطهم.
ومن فضائل هذا الشهر
العظيم أن الله فرض صيامه على الأمة، وجعله ركنًا من أركان الإسلام وذلك لشرفه
وفضله، والصيام عبادةٌ عظيمةٌ بها يتغلب الإنسان على نفسه وشهواته ويقبل على طاعة
ربه؛ لأن الشهوات تصد الإنسان وتكسله عن الطاعة، وربما تحمله على الأشر والبطر،
فإذا صام وترك شهوته وطعامه وشرابه طاعةً لله، فإنه يكون قد تغلَّب على نفسه
الأمارة بالسوء وآثر طاعة الله على طاعة نفسه ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [التغابن: 16].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد