يعوِّد على الصبر بجميع أنواعه فيا له من شهرٍ
عظيمٍ، وموسمٍ كريمٍ لمن وفَّقه الله لاغتنام أيامه، ولمن عرف قدره وقَدَّر قيمته،
فهو غنيمةٌ ساقها الله إلى المؤمن ومكَّنه منها، إنه لا يفرح بطول الأعمار من أجل
البقاء في هذه الدنيا، لا يفرح بالأعمار من أجل طلب الدنيا ومكاسبها، لا يفرح
بالأعمار من أجل بناء القصور وغرس الأشجار والأرصدة من الذهب والفضة، إنما يفرح
بطول العمر لإدراك مثل هذا الشهر العظيم، يفرح بطول العمر لطاعة الله عز وجل، فقد
قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ»
([1]) نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلِّغَنا وإياكم هذا الشهر وأن يمكننا من
استغلال خيراته وأن يعيننا على طاعته ونيل مرضاته إنه جوَّادٌ كريمٌ. أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم
مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ
يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ
لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١٨٤﴾ [البقرة: 183، 184].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2329)، والدارمي رقم (2742)، وأحمد رقم (17680).
الصفحة 5 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد