×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

                              في الحث على أكل الحلال وترك الحرام

الحمد لله على فضله وإحسانه. أغنانا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًّا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠ [النساء: 29، 30]، في هذه الآية الكريمة ينادي الله المؤمنين؛ لأنهم هم الذين يمتثلون لأوامر الله ويجتنبون نواهيه فخَصَّهُم بالنداء بموجب إيمانهم، قال بعض السلف: إذا سمعت الله يقول:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فأصْغِ لها سمعك، فإنه إما خيرٌ تؤمر به، وإما شرٌّ تُنهى عنه، وفي هذه الآية يقول تعالى: ﴿لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ [النساء: 29] هذا نهيٌ من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين عن أكل أموالهم بينهم بالباطل؛ لأن حرمة الأموال كحرمة الدماء ولهذا قال: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ فقرن سبحانه وتعالى بين النهي عن أكل الأموال بالباطل وبين قتل الأنفس بغير حقٍّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» ([1])، والباطل خلاف الحقِّ، والمراد أكلها


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (1679).