×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي: «يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ» ([1]) الحرام سُحتٌ إذا جمعته يكون حطبًا عليك في جهنم أو أكلته، أو شربته، فإن كل جسمٍ نبت من السحت فالنار أولى به، أو تركته لورثتك يكون لهم غنمه وعليك غرمه، عليك حسابه يوم القيامة، فاتقوا الله عباد الله، واقنعوا بما أحلَّ الله عز وجل فإن فيه الخير والبركة واتركوا ما حرمه الله، فإنه شرٌّ ووبالٌ على صاحبه ولا يقتصر الأمر على العقوبة في الدنيا هناك العقوبة أشد في الدار الآخرة مع ما قد يصيبه في الدنيا من دعوات المظلومين والمخدوعين والمغشوشين ما يصيبه من الآفات وما يصيبه من العقوبات وما يصيبه من تلف ماله ولكن ما ينتظر في الدار الآخرة من العقوبة أشد، ولاحظوا أن حقوق الناس لا تسقط إلا بعفوهم ومسامحتهم، حتى لو تاب إلى الله، لو تاب الذي يأكل أموال الناس بالباطل لو تاب إلى الله لا يقبل الله توبته، حتى يسامح عنه صاحب الحق؛ لأن حقوق الناس مبنيةٌ على المشاحة، فلا يتوب الله على من يظلم الناس حتى يسامحه المظلوم، ويعافيه المظلوم فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم ولا يأخذكم حب المال على أن تغامروا بذممكم تغامروا بدينكم، تغامروا بآخرتكم، فإنكم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩ [الشعراء: 88، 89].

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1015).