الناس يبيعون السلع، ويخدعون الناس ويقولون: إنها سليمةٌ، وهي مغشوشةٌ يظهرون في أعلاها الطيب، ويجعلون في أسفلها الرديء، وقد مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى بَائع طَعَامٍ عِنْدَهُ صُبْرَةٌ مِنَ الطَّعَامِ (أي كومة من الطعام)، فَأَدْخَلَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي هَذِه الصُّبْرَةِ، فَوَجَدَ فِي أَسْفَلِهَا بَلَلاً (أي رطوبةً)، فَقَالَ له: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟» قَالَ: هَذَا أَصَابَتْهُ السَّمَاء (أي المطر) يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «ألا جَعَلْتَهُ ظَاهِرًا حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([1]) بالله عليكم! انظروا في كثيرٍ ممن يبيعون الخضار أو يبيعون السلع يجعلون الرديء في أسفل الأواقي أو الصناديق ويجعلون أعلاها مزوقًا يغرر بالناظر والمشتري، وكذلك في بقية البيوع حَدِّث ولا حرج من الغش والخديعة والمكر و«مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».
وليعلم الغاش أنه يأخذ أموال الناس بغير حقٍّ والله جل وعلا يقول: ﴿وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ﴾ [الأعراف: 85]. أي (لا تنقصوها) أعطوهم تمامًا وخذوا تمامًا ﴿وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ ١ ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ ٣ أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ٤ لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ ٥ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٦﴾ [المطففين: 1- 6]. فكر يا من تخدع الناس وتأخذ منهم حقك كاملاً، وتعطيهم حقوقهم ناقصةً ومغشوشةً فكر في الخلاص من مقامك بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، فاتقوا الله عباد الله! طهروا معاملاتكم واحفظوا أموالكم من أن يدخلها شيءٌ من الغش والحرام فإن الحرام سحتٌ وحرامٌ، وإن الحرام
([1]) أخرجه: مسلم رقم (102).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد