×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

من المراجعين ويُنْهِي مهمته ويترك البقية الذين لم يقدموا رشوةً، ويتركهم ولا يهتم بمعاملاتهم قال صلى الله عليه وسلم: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي» ([1]).

فقد لعن آخذ الرشوة، ولعن دافعها، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله؛ لأنه يجب على الموظف والمسئول أن يعدل بين الناس وألا يقدم أحدًا على أحدٍ، أو ينهي معاملة أحدٍ بغير حقًّ، بل يسوي بين المراجعين بالعدل يقدم المتقدم ويؤخر المتأخر، ويقدم من معاملته صحيحةٌ مستوفيةٌ للشروط. ويؤخر من معاملته ناقصةٌ أو غير مستوفيةٍ للشروط هذا هو العدل الذي أمر الله به؛ لأنه لو قدَّم وأخَّر حرم ذلك عليه ولو لم يأخذ مالاً، فكيف إذا أخذ مالاً فقد جمع بين الظلم وأكل المال بالباطل، وقد يتفق الموظفون مع جماعةٍ من السماسرة فيقولون لهم: قولوا لأصحاب المعاملات نحن نسعى في إنجاز معاملتك بشرط أن تعطينا مبلغًا من المال تنقل إذا كنت تطلب النقل أو توظف إذا كنت تطلب الوظيفة أو ترفع إذا كنت تريد الترفيع تعطينا مبلغًا من المال ونحن نسعى لك عند الموظفين هم اتفقوا وصاروا شركة وجعلوا هؤلاء سماسرةً يأخذون الرشا، ويقتسمونها فاحذروا من ذلك يا عباد الله! ما فشت الرشوة في مجتمعٍ إلا أفسدته وإلا رفعت الأشرار، ووضعت الأخيار وعطلت المعاملات وعطلت الحقوق وغررت بالحكام، وغيرت الأحكام وجعلت الحق باطلاً والباطل حقًّا، وأهانت الكريم ورفعت اللئيم وجرَّأت الفسقة، ومن أكل أموال الناس بالباطل أخذها بمعاملات الخديعة والغش والخيانة في السلع وتدليس العيوب؛ لأن كثيرًا من


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (2313)، وأحمد رقم (6984).