×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

عليهم بأن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو يُنفَوا من الأرض، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٤ [المائدة: 33، 34]، ولا يقتصر تحريم الأموال على أخذها سرقةً أو أخذها مجاهرةً بل يتناول ذلك أيضًا الذين يأخذونها عن طريق الاحتيال، يأخذونها بالغش في البيع والشراء، والخيانة في المعاملات يأخذونها بالخصومات الفاجرة، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» ([1]). وفي الحديث الصحيح «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ، طَوَّقَهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ([2]). وكثيرٌ من الناس يتساهلون في الغش، يتساهلون في الربا، يتساهلون في الرشوة، يتساهلون في الخصومات، يتساهلون بأخذ أموال الناس بمعاملاتٍ محرمةٍ أو بالاحتيال والخديعة ولا يظنون أن الله جل وعلا يحصي عليهم هذه الأعمال وسيحاسبهم عليها، وسترد المظالم إلى أهلها من حسناتهم يوم القيامة.

فعلى المسلم أن يحاسب نفسه، وأن يحترم دماء المسلمين، ويحترم أعراض المسلمين، ويحترم أموال المسلمين فإن لم يفعل فإنه محاسبٌ ومعاقبٌ يوم القيامة. فعلى كل مسلمٍ أن يتذكر موقفه أمام الله سبحانه وتعالى أن يتذكر تعلق العباد به يوم القيامة ليأخذوا مظالمهم منه أمام أحكم الحاكمين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2229)، ومسلم رقم (138).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3026)، ومسلم رقم (1610).واللفظ له.