كذلك لما جاء الأحزاب من القبائل وجاءوا إلى المدينة يريدون قتل المسلمين
واستئصالهم، واجتمعوا حول المدينة من كل قبيلةٍ وخان اليهود الذين عاهدوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم على أن يدافعوا معه عن المدينة وانضموا مع الكفار، وخان
المنافقون الذين كانوا يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر. فلما جاءت جحافل الكفر خانوا
الله ورسوله، فاجتمع على المسلمين عدوٌّ من خارج المدينة وعدوٌّ من داخل المدينة ﴿إِذۡ
جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ
وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ١٠ هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا ١١ وَإِذۡ
يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا ١٢﴾ [الأحزاب: 10- 12] ثم قال الله سبحانه عن المسلمين ﴿وَلَمَّا
رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا ٢٢ مِّنَ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم
مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا ٢٣﴾ [الأحزاب: 22، 23] هذا موقف المسلمين في الشدائد
ما تزيدهم الهزات والتهديدات إلا قوةً في إيمانهم لأنهم يثقون بالله سبحانه وتعالى
الذي يملك القوى والأقدار الذي لا يغلبه شيءٌ ﴿إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ
لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ﴾ [آل عمران: 160] إنه يجب علينا في هذه الحالة عند تهديد الكفار، ومجيئهم
بعددهم وعدتهم ونزولهم بيننا وفي ديارنا أنه يجب علينا أمور، أولاً: التعلق بالله
عز وجل وقوة الإيمان واليقين بالله عز وجل فإنه هو المالك القوي الذي لا يعجزه
شيءٌ، فإذا خفنا منه فإن الله يخيف عدونا وإذا خفنا من عدونا ولم نخف من الله سلط
الله علينا عدونا؛ كما في الحكمة من خاف الله خافه كل شيءٍ ومن خاف من غير الله
أخافه الله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد