من كل شيءٍ، فعلينا أن نخاف من الله هذا أول شيءٍ. الأمر الثاني: علينا أن
نصلح أحوالنا فإن عدونا لا يتسلط علينا إلا بسبب ذنوبنا وسيئاتنا، فعلينا أن نرجع
على أنفسنا ونحاسب أنفسنا ونصلح فسادنا حتى يتسنى لنا النصر من الله سبحانه وتعالى،
فإن العدو لا يتسلط على المسلمين إلا بسبب ذنوبهم، ومعاصيهم، قال تعالى: ﴿أَوَلَمَّآ
أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ
هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران: 165] هو من عند أنفسكم، فما أصيب المسلمون إلا بسبب أنفسهم
وتقصيرهم في حق الله سبحانه وتعالى وتفريطهم في طاعة الله عز وجل فعلينا أن نلوم
أنفسنا، وأن نرجع إلى أنفسنا، ولكن مع الأسف ما نسمع من يتحدث عن هذا الموضوع، ما
نسمع إلا من يتكلم عن تهديدات الكفار ويعظم من شأنهم، ولا نسمع إلا من يشتكي إلى
الكفار يشتكي إلى مجلس الأمن، إلى الأمم المتحدة إلى، إلى، ولم نسمع من يشتكي إلى
الله سبحانه وتعالى، هذا خذلانٌ عظيمٌ. كان الواجب علينا أن نرجع على أنفسنا
باللوم وأن نصلح أحوالنا وأن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى حتى يكون الله سبحانه
وتعالى معنا عليهم ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾ [النحل: 128] لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم حين أخرجه المشركون من
مكة، ليس معه إلا صاحبه أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه، أُخرِجوا من مكة، ولجأوا
إلى غار ثورٍ «غارٍ جنوبي مكة» والتجأوا فيه، فلما علم الكفار بخروج رسول الله صلى
الله عليه وسلم من بينهم أجلبوا بخيلهم ورجلهم يطلبونه وبعثوا في الطرقات والبراري
من يأتي بمحمدٍ، وقالوا: من يأتي به حيَّا أو ميتًا فله وزنه من الذهب، جاءوا إلى
الغار الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه أبو بكرٍ ﴿ثَانِيَ
ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ﴾ [التوبة: 40] فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد