يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا» ([1])، فأعمى الله بصائرهم وأبصارهم ولم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت أرجلهم، أعمى الله أبصارهم فرجعوا خاسئين خائبين، وأنزل الله في ذلك ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40]، هكذا مواقف أهل الإيمان عند الشدائد إنهم يفزعون إلى الله ﴿لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ﴾ [التوبة: 118] ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ [الذاريات: 50]، وإنهم يصلحون ما فسد من أمورهم، يصلحون معاملتهم مع الله سبحانه وتعالى حتى يكون الله معهم، وأما إذا لم يصلحوا فسادهم فإن الله جل وعلا يتخلى عنهم ويخلي بينهم وبين عدوهم. الأمر الثالث: يجب على المسلمين أن يعدوا العدة، لقتال عدوهم قال الله جل وعلا ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60] وقال سبحانه وتعالى في صلاة الخوف: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ﴾ [النساء: 102]، أمر المسلمين أن يتسلحوا حتى في الصلاة فيجب الاستعداد، بالقوة التي يستطيعها المسلمون وألا يتكلوا على الشكوى إلى مجلس الأمن وإلى هيئة الأمم وإلى، وإلى، بل عليهم أن يكوِّنوا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3453)، ومسلم رقم (2381).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد