ولكنه والحمد لله ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠﴾ [النحل: 99، 100] فإذا أطاع المسلم ربه وآمن بربه عز وجل وأطاعه فإن الله يعصمه من الشيطان ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر:42]، فلا نجاة من عداوة الشيطان إلا بطاعة الله عز وجل والإيمان بالله عز وجل فليكن المسلم على حذرٍ من عدوه الشيطان؛ لأنه يأتيه من كل وجهٍ ﴿ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ﴾ [الأعراف: 17]، فهو يأتي من كل طريقٍ، ومن كل اتجاهٍ فيجب على المسلم أن يكون على حذرٍ منه وأن يسدَّ عليه جميع الطرق، ومن أنواع الجهاد: جهاد العصاة من المسلمين ويكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن؛ لأن الله سبحانه وتعالى أوجب على المسلم أن يأمر بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر بحسب استطاعته. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1]). ومن أنواع الجهاد: جهاد المنافقين، وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ويكيدون للمسلمين ويحاولون أذية المسلمين، وينخرون في صفوف المسلمين يتصيدون لهم العثرات، ويريدون أن يشيعوا الفواحش بين المسلمين هؤلاء هم المنافقون، قال الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4] يجاهدهم المؤمن بالرد عليهم ودحض شبهاتهم بلسانه وقلمه وبنشره للعلم النافع فيجاهد
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد