×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 المنافقين باللسان وذلك بالرد على شبهاتهم، وكشف مخازيهم وتحذير المسلمين منهم، ومنهم مندسون في صفوف المسلمين وهم عدوٌّ داخليٌّ يجب الحذر منهم غاية الحذر، قد يكونون أصدقاء للمسلم، قد يكونون أقارب للمسلم، قد يكونون جيرانًا من جيران المسلم، فليأخذ حذره منهم دائمًا، وجهاد الكفار بالسلاح. وخوض المعارك ولقاء العدو، وهذا هو أشق أنواع الجهاد؛ لأن الإنسان يلاقي الموت ويلاقي المشاق فيحتاج إلى إيمانٍ قويٍّ وإلى عزيمةٍ صادقةٍ عندما يدعو داعي الجهاد ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡ‍ٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ٣٩ [التوبة: 38، 39] والله سبحانه وتعالى يبتلي المسلمين بالكفار، من أجل أن يظهر صدق المؤمن في إيمانه ويظهر كذب المنافق في دعواه بالإيمان ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٤ سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ ٥ وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ ٦ [محمد: 4- 6] فالله سبحانه وتعالى ابتلى المسلمين جماعاتٍ وأفرادًا بهذه الأعداء المتكاثرة، النفس الأمارة بالسوء، الأقارب المنحرفون، العصاة والفُسَّاق من المسلمين، المنافقون، الكفار ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ [التوبة: 73]، فلا يجوز للمسلم أن يستسلم أبدًا، وليعلم أنه في جهادٍ في جميع 


الشرح