فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن أدرك شهر
رمضان ومات ولم يُغفَر له فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال:
ومن ذُكرت عنده يا محمد ولم يصلِّ عليك فمات فدخل النار، قل: آمين، فقلت: آمين.
عباد الله، إنها فرصةٌ عظيمةٌ ومنحةٌ
كريمةٌ من رب العالمين إذا مكنكم من إدراك هذا الشهر ويسَّر لكم قيامه وصيامه. قال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، وقال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2])، وقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ
قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([3]). إنه شهرٌ عظيمٌ، شهر تلاوة القرآن، شهر الذكر والعبادة، شهر الصيام الذي هو
أحد أركان الإسلام الذي قال الله تعالى فيه كما في الحديث القدسي: «الصَّوم
لِي،وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ
أَجْلِي، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ
لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ -أي الرائحة التي تخرج من فمه بسبب
الصيام- أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([4]).
فيا له من شهرٍ عظيمٍ وموسمٍ كريمٍ، لمن وفقه الله، فاشكروا الله على هذه النعمة العظيمة، واعرفوا قدرها، وقدروا لها قيمتها، اجعلوها في ديوان حسناتكم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد