×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

يحل شهر رمضان على المسلمين فمنهم من يكون محسنًا في جميع السنة فيكون رمضان زيادةً له في الخير، وبعض المسلمين يكون غافلاً ومقصرًا في سائر أيام السنة فإذا حلَّ عليه شهر رمضان تنبه لنفسه، وتاب إلى الله واشتغل بالطاعات، فيغفر الله له ما كان منه من تقصيرٍ، وبعض الناس قد يكون واقعًا في الكبائر الموبقة التي هي دون الشرك قد استحق دخول النار فيحل عليه شهر رمضان فيتوب إلى الله سبحانه وتعالى فيعتقه الله من النار كما جاء في الحديث المروي عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أن أوله رحمة وأوسطه مغفرةٌ وآخره عتقٌ من النار، ولكن بعض الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهرٌ للسهر في الليل على ما يغضب الله، وعلى ما يضيع وقته وينام بالنهار، ويترك الصلوات الفرائض فلا يصليها إلا إذا استيقظ أو لا يصليها أبدّا مع أنه يصوم، ولكن أين الصيام من ترك الصلوات الخمس؟ فإن الصلوات الخمس هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الإسلام فإذا لم يحافظ عليها لم ينفعه صيامٌ ولا قيامٌ، بعض الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهرٌ للأكل والشرب وتنويع المآكل والمشارب فتجده يجمع الكماليات لشهر رمضان ويسمونها حوائج رمضان فيشتغلون بالأكل والشرب وملء البطون والكسل عن الطاعات، وشهر رمضان شهرٌ للصيام والقيام وليس شهر الأكل والشهوات، الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي: «إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي» ([1])، لا مانع أن الإنسان يأكل من طيبات الرزق ما يقيم صلبه، وما يستعين به على طاعة الله ولكن ليقلل من الطعام والشراب، فإن كثرة الأكل تكسل عن الطاعة وتثبط العزيمة وتثقل الجسم والمسلم مطلوبٌ منه أن ينشط في هذا الشهر العظيم بطاعة


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7054).