الله وذكر الله وعبادته وتلاوة كتابه والمسارعة إلى الخيرات، وبعض الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهرٌ للتجارة والبيع والشراء فينشطون على البيع والشراء والجلوس في الأسواق في كل ليل رمضان، وينامون في النهار أو يشتغلون بالليل والنهار في الأسواق، ولا يحضرون في المساجد إلا وقتًا قصيرًا لأداء الفرائض أو أداء بعضها وهم مشغولون بدنياهم مقبلون على تجارتهم وينسون التجارة الرابحة، التجارة التي تبقى لهم، ويشتغلون بالتجارة التي هي لغيرهم، وسيتركونها وينتقلون عنها، وبعض الناس لا يعرفون شهر رمضان إلا أنه شهرٌ للتسول فيمضون وقتهم بين ذهابٍ وإيابٍ، ويشغلون المصلين ويشوشون في بيوت الله برفع أصواتهم بالسؤال، ويكذبون ويحتالون وأكثرهم أغنياء ليسوا بحاجةٍ إلى السؤال، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ، أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ» ([1]). وقال: «لاَ تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ، وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» ([2])، وفي الحديث: «وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ» ([3]). إنه لا يجوز السؤال إلا عند الضرورة وبقدر الحاجة أما السؤال لجمع المال من غير حاجةٍ أو زائدٍ على ما يحتاج، فإنه متوعدٌ بهذا الوعيد الشديد، ومهما تخفف الإنسان -حتى مع الحاجة- مهما تخفف من السؤال وطلب الرزق من الله سبحانه وتعالى فهو خيرٌ له، قال صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَذْهَبَ إِلَى الْجَبَلِ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةٍ مِنَ الْحَطَبِ فَيَبِيعَهَا، وَيَكُفَّ اللهُ وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1041).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد