×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الأغاني وبيع الأشرطة التي تشتمل على الأغاني أو تشتمل على المقالات السيئة المنحرفة التي تدعو إلى الباطل، المقالات المسجلة أو المحاضرات أو الفتاوى التي تدعو إلى الباطل وتحلل الحرام، بيع هذه الأشرطة بيعٌ محرمٌ، وأكل ثمنها حرامٌ، وكذلك بيع المجلات والجرائد الماجنة التي بها الصور الخليعة والمقالات الملحدة، الذي يبيع هذه المجلات وهذه الصحف التي فيها صور النساء، وفيها صور العُري وفيها المقالات الكُفرية والإلحادية الذي يبيعها مجرمٌ وما يحصل عليه من المال حرامٌ، أما بيع المجلات النزيهة وبيع الجرائد النزيهة الهادفة التي ليس فيها محذورٌ فلا بأس بذلك، وكذلك الغش في المعاملات والكذب في المعاملات فالذي يبيع بالغش ويكتم عيوب السلع على الناس يبيع السلع على أنها سليمةٌ وهو يعلم أنها مغشوشةٌ وأنها معيبةٌ ولا يبين هذا للناس هذا يأكل أموالهم بالباطل. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا» ومَرَّ صلى الله عليه وسلم علَى بَائع طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الطَّعَام، فَأَدْرَكَ بَلَلاً فِي أَسْفَلِ الطَّعَامِ -يعني أدرك فيه رطوبةً لم يبينها البائع-، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بَائعِ الطَّعَامِ؟» قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاء -يعني المطر- يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَلا جَعَلْتَهُ ظَاهِرًا حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([1]).

كثيرٌ من الناس اليوم إلا من رحم الله لا يبالون بالغش بل يتفننون فيه ويعتبرون هذا من الحذق في البيع والشراء يتفننون في الغش وكتمان العيوب والتدليس على الناس. وهذا من أعظم أكل أموال الناس


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (102).