×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]) فلا بد من اجتماع الإيمان والعمل، فلا عمل بدون إيمانٍ ولا إيمان بدون عملٍ لا بد من الجمع بينهما ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [العصر: 3]، ولا يكون العمل صالحًا مقبولاً عند الله إلا إذا كان خالصًا لوجه الله عز وجل خاليًّا من الشر، ويكون موافقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، خاليًّا من البدع، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) (أي فعمله مردودٌ عليه) لا يقبل عند الله، فلا يكون العمل صالحًا إلا إذا توفر فيه هذان الشرطان الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى:﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ [البقرة:112]، ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ [البقرة:112] يعني: أخلص العمل لله وتبرأ من الشرك ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ[البقرة:112] أي متبعٌ للرسول صلى الله عليه وسلم ﴿فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ[البقرة:112] ثم لا يكفي أنهم يصلحون في أنفسهم لا يكفي أنهم يؤمنون ويعملون الصالحات، بل لا بد أن يسعوا في إصلاح غيرهم ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ [العصر: 3]، يوصي بعضهم بعضًا بالحق، وهو الدين والعمل الصالح واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو التواصي بالحق، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل على بصيرةٍ وتعليم العلم النافع، كل هذا يدخل في التواصي بالحق ﴿وَتَوَاصَوۡاْ، يوصي بعضهم بعضًا لأنهم إخوةٌ والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فلا يرى أخاه على ضلالةٍ وعلى خطأٍ ويتركه بل لا بد أن يبين له، لا بد أن ينصحه، لا بد أن يعلمه، لا بد أن يتعاهد إخوانه المسلمين، هذا هو التواصي بالحق


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1718).