حَجَّ فَإنَّهُ يَحُجَّ بَعْدَ الْبُلُوغِ حَجَّة الإِْسْلاَمِ» ([1]) أو كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم، وأما من بلغ وهو غير عاقلٍ كالمعتوه والمجنون الذي جنونه دائمٌ فهذا لا يجب عليه حجٌّ ولا يجب عليه شيءٌ من أوامر الإسلام؛ لأنه غير مكلف. عباد الله، إن الحج كما سمعتم من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو مرةٌ واحدةٌ في العمر وهذا من رحمة الله؛ لأن الناس يأتون إلى الحج، من بعيدٍ من أقطارٍ متباعدةٍ ويتعرضون لأخطارٍ ومشاقٍ في طريقهم إلى الحج وفي أثناء الحج فخفف الله عنهم وجعله مرةً واحدةً في العمر، وعلى المستطيع خاصةً تخفيفًا عن العباد، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لما سأله السائل أكل عامٍ يا رسول الله؟ قال: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، الْحَجّ مَرَّةً وَاحِدَةً فمن زَادَ فَهُوَ تَطَوُّع» ([2]). ومن وفَّقه الله للحج فإنه يجب عليه أن يؤدي الحج على الوجه المطلوب بأركانه وواجباته وما يستطيع من سننه، يؤدي المناسك على الوجه المشروع. قال الله جل وعلا:﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196]،﴿وَأَتِمُّواْ﴾ أي أكملوا المناسك ولا تتركوا منها شيئًا ﴿لِلَّهِۚ﴾أي خالصًا لوجه الله لا يكون رياءً ولا سمعةً ولا يكون فيه شركٌ بل يكون خالصًا لوجه الله عز وجل طلبًا لثوابه؛ لأن بعض الناس يحجون ولكن لا يكملون المناسك ويحصل منهم تلاعبٌ في أداء المناسك ويترخَّصُون وهم ليسوا بحاجةٍ إلى الرخص إيثارًا منهم للراحة والرفاهية. والحج عبادةٌ عظيمةٌ يحتاج إلى صبرٍ ويحتاج إلى تحملٍ ويحتاج إلى نيةٍ صالحةٍ فمهما استطاع الإنسان أن يكمل الحج فإنه يجب عليه ذلك، وإذا عجز عن بعض المناسك
([1]) أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (2731)، والضياء في « المختارة » رقم (537).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد