×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يرجعون في الهجير إلى بيوتهم فلما كان في اليوم الذي وصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رجعوا في الهجير صعد رجلٌ من اليهود على أطم له فرأى راكبين يزول بهم السراب فقال: يا بني قيلة «يعني الأوس والخزرج» ، هذا جدكم الذي تنتظرون فخرجوا في الهجير واستقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه خير استقبالٍ ورجعوا بهم وساروا معهم حتى دخلوا المدينة وكل منهم يطلب من الرسول أن ينزل عنده فيقول صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا -يعني الراحلة- فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ» ([1]) فمضت به الراحلة حتى وصلت إلى مكان مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فبركت فيه ثم قامت فمضت ثم رجعت وبركت، ثم قامت فرجعت وبركت في هذا المكان فجاء أبو أيوبٍ الأنصاري رضي الله عنه فأخذ رحل الرسول صلى الله عليه وسلم فأدخله إلى بيته، وكان قريبًا من المكان الذي بركت فيه الناقة فصار الرسول صلى الله عليه وسلم ضيفًا على أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه إلى أن بنى مسجده وبنى حجراته ثم انتقل إليها، ثم تكاثر المسلمون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأسلم كثيرٌ من الأوس والخزرج وسماهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنصار، بدلاً من الأوس والخزرج، ثم بعد ذلك كانت للإسلام الدولة والقيادة والجنود فعند ذلك صار رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو المشركين، بالجيوش ويبعث السرايا إليهم ونصره الله نصرًا مؤزرًا حتى جاء في العام الثامن إلى مكة معه عشرة آلافٍ من الجنود، من جنود الرحمن مدججين بالسلاح من الأوس والخزرج ودخل مكة ظافرًا منصورًا وكان أُخرِج منها قبل ثمان سنين ففتح الله له مكة وظنَّ المشركون أنه سيوقع بهم أقصى العقوبة، فاجتمعوا في المسجد الحرام ينتظرون ماذا يفعل بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (3544).