×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ» ([1]). هذا منهج أهل السنة والجماعة أنهم يعبدون الله ولا يشركون به شيئًا. وأنهم يعتصمون بحبل الله ولا يتفرقون في دينهم وأهوائهم وإنما يكون هواهم تبعًا لما جاء به الكتاب والسنة وأنهم يناصحون من ولاَّه الله أمرهم بأن يؤدوا الحقوق التي عليهم من طاعته والقيام بما يكل إليهم من الأعمال والوظائف، هذا من مناصحة ولي الأمر، وأن يبلغوه ما يرون من الخلل والنقص حتى يصلحه هذا منهج أهل السنة والجماعة، وقال العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً بَلِيغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فقلنا: يَا رَسُولَ اللهِ كأنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]). فأمر صلى الله عليه وسلم بتقوى الله بفعل أوامره وترك نواهيه وأمر بالسمع والطاعة لولي أمر المسلمين، فإذا اجتمعت هذه الأمور، تقوى الله والسمع والطاعة حصل للمسلمين الخير الكثير. وقوله: «وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ» أي لا تحتقروا ولي الأمر مهما كان وإن كان في مظهره أو في نسبه ما لا يعجبكم فإن طاعته واجبةٌ لا نظرًا لشخصيته وإنما نظرًا لمنصبه


الشرح

([1])  أخرجه: مالك في « الموطأ » رقم (1796)، وأحمد رقم (8799).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).