العرب فقالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. قال: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ. لاَ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَعْطَانِي -اللهُ عز وجل - » ([1]) وجاءه قومٌ من أصحابه آذاهم منافقٌ من المنافقين فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ » ([2]). فالنبي صلى الله عليه وسلم كره أن يمدح ولو بما هو متصفٌ به وما هو من صفاته خشيةً على الناس من الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم وهذا من باب سد الذرائع التي تفضي إلى الشرك أو الكفر أو البدعة فلم يرض صلى الله عليه وسلم أن يبالغ في مدحه عليه ولا أن يوصف بأنه سيدٌ بحضوره ولا يقال أنت خيرنا وأنت أفضلنا وإن كان هو كذلك هو خيرنا وهو أفضلنا هو سيدنا ولكنه أراد أن يسد الباب حتى لا يزاد في هذا الأمر الذي يحصل الغلو والإفراط في حقه صلى الله عليه وسلم فكيف بالذي يستغيثون به في حفلاتهم ويستنجدون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويشكون إليه أحوالهم وينسون الله عز وجل فلا يستغيثون بالله ولا يستجيرون بالله ولا يدعون الله وإنما يستغيثون بالرسول في هذه الحفلة المبتدعة، وكذلك الشر لا يأتي إلا بشرِّ فهذه الاحتفالات شرٌّ وبدعةٌ وضلالٌ وما يجري فيها كله شرور وأمور منكرة يكفي ما رفع الله به فقال: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ﴾ [الشرح: 4] فيذكر في الآذان وفي الإقامة وفي الخطب يكفي هذا شرفًا للرسول صلى الله عليه وسلم أما أن يرفع ذكره في البدع والمحدثات فهذا ضلالٌ مبينٌ ووسيلةٌ إلى الشرك وإن كانوا يزعمون أن إقامة هذه الحفلات الميلادية أنه من أجل
([1]) أخرجه: النسائي في « الكبرى » رقم (10077)، وأحمد رقم (13596).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد